خالد بيومى يكتب : الالحاد فى مصر
بحس
نوعاً ما إنه (الإلحاد) في مصر حمادة وفي بلاد بره حمادة تاني خالص ،
وبرغم إنه الاتنين حماده مصيرهم قطران لكن ده ميمنعش إنه آلية صناعة كل
حماده فيهم مختلفة اختلاف من تعمقه وتشعبه وتجذره يكاد ينفصل ويكوّن حمادة
تالت جديد ..
.. بره مثلاً تسمع عن إنه الواحد يقعد شهور ، وربما سنين ، يبحث ويسأل ويدور ويقارن وفــ الآخر قد يهديه تفكيره إلى وجود إله من عدمه .. هنا في مصر الإلحاد تحسه بيحصل صدفه ، حدث عارض ، مفيهوش ريسيرش زي بره ، تلاقي الواد من دول بيقعد قرفان بالليل عالنت فتتسرسب ايديه من الزهق على كام منتدى من اياهم أو ربما يحكي مع واحد معضوض من ملحد قبل كده فيتسق الكلام اللي بيسمعه أو بيقراه مع تفككه الأسري أو انطواءه الإجتماعي او إحباطه العاطفي أو ضياعه الوجودي أو إنه نهلة سابته ومشيت مع انتيمه اللي مبيركعهاش أصلاً فتكون محصلة هذا التآمر الكوني ضده هو صناعة ملحد من نوع (لو كان هناك إله ، ما كنت تعساً) ، على الأقل مكنتش نهله سابتني وعطّت مع انتيمــي ..
بره البني آدم عموماً لما بيغير عقيدته ، دينه ، أو حتى بيلحد تماماً محدش بيعرف ، لأنه محدش مُلزم إنه يعرف ، هنا في مصر إن مكنش الملحد من دول يصحى الصبح يعمله بيدجين تلاته على غيار الريق مع كام جروب ويطلعله في خمستاشر سبعتاشر برنامج حواري يحكي ازاي ربنا هداه للإلحاد بعد ما صلا خمسين صلاة استخاره وأمه تتصل تصرخ و تقسم بميت أيمان إنه كان كويس مبارح ومصلي العيييشا من ساعتين زمن ، ميبقاش ملحد على حق ربنا ...
بره المنظومة الأخلاقية للملحد لا تتغير بعد إلحاده ، بمعني آخر لو شخص أخلاقه كويسه (قبل) إلحاده بتفضل برضه كويسه (بعد) إلحاده لأنه عموماً الأخلاق نابعه من الضمير الإنساني مش من إنه فيه حساب وعقاب أو جنه ونار ، لكن هنا في مصر بتلاقي حاجه عجيبة جداً ، تلاقي الواد أصلاً قمة في الأخلاق والالتزام والأدب وبعد الإلحاد مرة واحده بتلاقيه ابن وسخة آخر حاجه وكأنه الإلحاد ده كارت بلانش لكل الأفعال الإبليسيه اللي كان محروم منها أيام ما كانوا بيضحكوا عليه وبيقولوه ده فيه ربنا ، والأغرب هو رد فعل صحابه ، بتلاقيهم بيبصوله بنظرة حسد غريبه : الحق يا عم ده معندوش ربنا ، ده هيهيص وهيعمل كل حاجه ، زمانه دلوقتي بيسكر ويصيع ويلعب قمار ويبوس ستات .. ويمكن كمان رجاله .. يا بخته ..
بره الملحد لا يدعو لإلحاده لأنه ببساطه لا يملك قيم أو مباديء يدعوك إليها ، الإلحاد هو هوا .. فراغ .. معندوش حاجه يقولك عليها ، بعكس هنا في مصر ، بتلاقي حاجه لطيفه جداً اسمها (الدعوة للإلحاد) .. وتحاول تعرف هو بيدعو لإيه متفهمش برضه ، فتكتشف إنه الموضوع هنا لا ياخذ شكل (الدعوة) بقدر ما بياخد شكل (التشكيك في العقيده) ، هو بيشكك في دينك وخلاص ، بالظبط زي واحد قرر إنه يطفش من البيت فبدل ما يحكيلك عن روعة الطفشان والتشرد وحلاوة النوم عالرصيف ومتعة الأكل من الزبالة يفضل يشكك ف أهلك وقرايبك ويكرهك فيهم عشان تطفش معاه ..
حاجه أخيرة .. المصري عشريّ جداً ، وعاطفي جداً ، مرتبط بالأهل والأرض والأصحاب ، عشان كده لما تلاقي الواحد من دول يقولك " أنا مش لوحدي الملحد ده احنا دلوقتي واصلين لنص مليون أو أكتر " فده مش تفاخر منه بالأعداد بقدر ماوحدته نتيجة انسلاخه من عقيدة عاشت جواه طول عمره بتخليه يصدمك بالأعداد على طريقة (مش أنا لوحدي اللي غلط مهو كله بيعمل كده) .. بيحس إنه ضياعه بيدوب في اللمة ، لكن وفي الواقع مهما بتكتر اللمة بيفضل برضه وحيد ، لأنه كل واحد فيهم بالأصل وحيد ، بمعنى آخر همه كتير بس كل واحد لوحده .. ودي بقى مسألة فطرية ..
#خالد_بيومي
.. بره مثلاً تسمع عن إنه الواحد يقعد شهور ، وربما سنين ، يبحث ويسأل ويدور ويقارن وفــ الآخر قد يهديه تفكيره إلى وجود إله من عدمه .. هنا في مصر الإلحاد تحسه بيحصل صدفه ، حدث عارض ، مفيهوش ريسيرش زي بره ، تلاقي الواد من دول بيقعد قرفان بالليل عالنت فتتسرسب ايديه من الزهق على كام منتدى من اياهم أو ربما يحكي مع واحد معضوض من ملحد قبل كده فيتسق الكلام اللي بيسمعه أو بيقراه مع تفككه الأسري أو انطواءه الإجتماعي او إحباطه العاطفي أو ضياعه الوجودي أو إنه نهلة سابته ومشيت مع انتيمه اللي مبيركعهاش أصلاً فتكون محصلة هذا التآمر الكوني ضده هو صناعة ملحد من نوع (لو كان هناك إله ، ما كنت تعساً) ، على الأقل مكنتش نهله سابتني وعطّت مع انتيمــي ..
بره البني آدم عموماً لما بيغير عقيدته ، دينه ، أو حتى بيلحد تماماً محدش بيعرف ، لأنه محدش مُلزم إنه يعرف ، هنا في مصر إن مكنش الملحد من دول يصحى الصبح يعمله بيدجين تلاته على غيار الريق مع كام جروب ويطلعله في خمستاشر سبعتاشر برنامج حواري يحكي ازاي ربنا هداه للإلحاد بعد ما صلا خمسين صلاة استخاره وأمه تتصل تصرخ و تقسم بميت أيمان إنه كان كويس مبارح ومصلي العيييشا من ساعتين زمن ، ميبقاش ملحد على حق ربنا ...
بره المنظومة الأخلاقية للملحد لا تتغير بعد إلحاده ، بمعني آخر لو شخص أخلاقه كويسه (قبل) إلحاده بتفضل برضه كويسه (بعد) إلحاده لأنه عموماً الأخلاق نابعه من الضمير الإنساني مش من إنه فيه حساب وعقاب أو جنه ونار ، لكن هنا في مصر بتلاقي حاجه عجيبة جداً ، تلاقي الواد أصلاً قمة في الأخلاق والالتزام والأدب وبعد الإلحاد مرة واحده بتلاقيه ابن وسخة آخر حاجه وكأنه الإلحاد ده كارت بلانش لكل الأفعال الإبليسيه اللي كان محروم منها أيام ما كانوا بيضحكوا عليه وبيقولوه ده فيه ربنا ، والأغرب هو رد فعل صحابه ، بتلاقيهم بيبصوله بنظرة حسد غريبه : الحق يا عم ده معندوش ربنا ، ده هيهيص وهيعمل كل حاجه ، زمانه دلوقتي بيسكر ويصيع ويلعب قمار ويبوس ستات .. ويمكن كمان رجاله .. يا بخته ..
بره الملحد لا يدعو لإلحاده لأنه ببساطه لا يملك قيم أو مباديء يدعوك إليها ، الإلحاد هو هوا .. فراغ .. معندوش حاجه يقولك عليها ، بعكس هنا في مصر ، بتلاقي حاجه لطيفه جداً اسمها (الدعوة للإلحاد) .. وتحاول تعرف هو بيدعو لإيه متفهمش برضه ، فتكتشف إنه الموضوع هنا لا ياخذ شكل (الدعوة) بقدر ما بياخد شكل (التشكيك في العقيده) ، هو بيشكك في دينك وخلاص ، بالظبط زي واحد قرر إنه يطفش من البيت فبدل ما يحكيلك عن روعة الطفشان والتشرد وحلاوة النوم عالرصيف ومتعة الأكل من الزبالة يفضل يشكك ف أهلك وقرايبك ويكرهك فيهم عشان تطفش معاه ..
حاجه أخيرة .. المصري عشريّ جداً ، وعاطفي جداً ، مرتبط بالأهل والأرض والأصحاب ، عشان كده لما تلاقي الواحد من دول يقولك " أنا مش لوحدي الملحد ده احنا دلوقتي واصلين لنص مليون أو أكتر " فده مش تفاخر منه بالأعداد بقدر ماوحدته نتيجة انسلاخه من عقيدة عاشت جواه طول عمره بتخليه يصدمك بالأعداد على طريقة (مش أنا لوحدي اللي غلط مهو كله بيعمل كده) .. بيحس إنه ضياعه بيدوب في اللمة ، لكن وفي الواقع مهما بتكتر اللمة بيفضل برضه وحيد ، لأنه كل واحد فيهم بالأصل وحيد ، بمعنى آخر همه كتير بس كل واحد لوحده .. ودي بقى مسألة فطرية ..
#خالد_بيومي