
يعتبر التعارف اول و أهم مراحل الحب، و لكن من اغرب ما نراه في زماننا هذا هو عدم تفاهم الطرفان و عدم اتفاقهما وقفزهما عن هذه
المرحلة، و بالرغم من ذلك يبوح الشاب بحبه للفتاة و لا ينفك يقول لها كلاما جميلا عن الحب في الوقت الذي هو لا يعرف حتى معناه.
هل الفتاة ساذجة لتصدقه كلام تسمعه الفتاة منه و خلال اول لقاء يجمعهما، و
اول حوار يدور بينهما، حيث مازال كل منهما لا يعرف أي شيء عن
الطرف الآخر.
إن صدقت الفتاة هذا الكلام فالأكيد أنها ستعتبر ساذجة بل وغبية و هذا ما يطلق عليه الاستعجال، الذي يعتبر من أخطر
مشاكل الحب، فبعد انقضاء فترة وجيزة تصدم الفتاة و هي تسمع من الشاب كلاما مغايرا إطلاقا لما كانت تسمعه في البداية حينما يقول بأنها
لا تصلح للحب و لا تعرف عنه شيئا في الوقت الذي يجهل بأنه هو الآخر لا يعرف عنه إلا القليل ربما. إن مشاعر الحب هي مشاعر مرهفة و
حساسة، فالحب يجمع بين الحلو و المر ، فلو سألنا الحب يوما عن الشيء الجميل فيه لأجاب: عذاب الحب، لا أتحدث هنا عن القسوة و الغدر
والخيانة و إنما أتحدث عن تلك القسوة الجميلة النابعة عن المحبة والغيرة و الخوف على الطرف الآخر و محاولة حمايته.
على الشاب ان يعلم
بان مشاعر الفتاة رقيقة، لذا عليه ألا يجعلها تحبه خلال الأيام الأولى من
التعارف أو خلال اللقاء الأول، و إنما عليه أن يؤجل ذلك إلى ان يتأكد
أولا من مشاعره نحوها. يجب عليه ان تتعرف عليها أكثر و يترك لها فرصة
لتتعرف هي الأخرى عليه، عليه ان ينظر دائما إلى المستقبل و ان يجعل نواياه
حسنة و ان يجعل قلبه نظيفا ومشاعره سامية و نيته صافية، و في حال لم يكن
الأمر كذلك فحبذا لو ابتعد الشاب عنها وتركها تعيش حياتها، تلك الحياة التي
يعتبر الحب هو سرها و معناها بالنسبة للفتاة فالفتاة تحب ان تعيش جوا
هادئا من الحب، تحب ان تعيش حياة بسيطة رومانسية، حياة واقعية و غير مزيفة